عندما تخطر في بالك لحظة من الطفولة، أو موقف مضحك من أيام الدراسة، قد تجد نفسك تبتسم تلقائيًا. فلماذا ترتبط الذكريات بالابتسامة، حتى لو كانت عادية أو مرت عليها سنوات طويلة؟
السبب الأول هو أن الدماغ يُجمّل الذكريات. فعندما نتذكر شيئًا من الماضي، لا نسترجع الحدث كما وقع بالضبط، بل نُعيد بناءه بطريقة عاطفية تُناسب مشاعرنا الحالية. وغالبًا ما تُركّز عقولنا على الجانب الجميل أو الطريف، متجاهلة التفاصيل السلبية.
كذلك، الابتسامة ترتبط بـ الإحساس بالأمان. فمجرد التفكير في أوقات مضت وشعورنا أننا تجاوزناها، يمنحنا راحة داخلية. وكأننا نقول لأنفسنا: “لقد مررنا بكل ذلك… ونحن بخير الآن”.
الذكريات المبهجة أيضًا تُفرز هرمونات السعادة مثل الدوبامين، مما يُحفّز الابتسامة تلقائيًا. حتى الذكريات الحزينة، إذا مرت عليها سنوات طويلة، قد تُثير ابتسامة رقيقة ممزوجة بالحكمة أو الحنين.
ولذلك، فإننا لا نبتسم فقط لأن الماضي كان جميلاً، بل لأننا بتنا ننظر إليه من زاوية أهدأ، وأكثر نضجًا.