كثيرٌ من الناس لا يبدأون مشروعًا، ولا يخوضون تجربة، ولا يعترفون بحب، فقط لأنهم يخشون الفشل. لكن لماذا يبدو الفشل بالنسبة لنا بهذا الحجم المخيف، رغم أنه جزء طبيعي من الحياة؟
في الواقع، المجتمع يُربّي فينا منذ الصغر أن النجاح هو الهدف الوحيد، وأن الخطأ عيب، والإخفاق ضعف. وهنا تنشأ عُقدة الفشل، إذ نربطه بالخسارة الشخصية، لا بالتجربة أو التعلّم.
كما أن عقولنا مبرمجة على تجنّب الألم، والفشل يجرح الكبرياء ويؤلم الذات، فيُصبح من الأسهل ألا نحاول، بدل أن نُخاطر ونتألم.
الخطير في الأمر أن الخوف من الفشل يجعلنا نعيش في منطقة راحة ضيقة، فنُضيّع فرصًا كبيرة كانت ستُغيّر مجرى حياتنا. والأسوأ: أننا مع الوقت نبدأ في تصديق أننا لا نستحق المحاولة.
لكن الحقيقة أن الفشل هو المُعلّم الأعظم. كل تجربة فاشلة تُنضجنا، وتُعلّمنا ما لا تُعلّمه الكتب. بل إن أنجح الناس هم أولئك الذين فشلوا كثيرًا، لكنهم لم يسمحوا لذلك أن يُوقفهم.
فلنتذكّر دائمًا: الفشل لا يعني أنك انتهيت، بل يعني أنك بدأت.